التـــــــــائـــه
كنت طالبا ً ، وهو معلمي .. بل كان مثلي الأعلى في الحياة المهنية على الأقل .
هو مدرس التاريخ ، وأنا عاشق الخوض في أعماق بحار الماضي ، في حين كان هو خير من يتقن فن تعليم الغوص ، فهو قصصيٌ ماهر يتقن فن السرد والتعبير .
لم يكن كغيره من المدرسين الذين يتقمصون شخصية المدرس كما يتخيل لهم بأ نه الشخصية المثالية ، بل كان يحملنا إلى عالم آخر يتنقل بنا عبر الماضي لنطوف بين أسوار المدن التاريخية والأثرية وفي ممرات القلاع وحول الحصون .
يحدثنا عن الملوك والسلاطين ، ويقص علينا تفاصيل الحروب والمعارك ، فنجلس شاخصين إليه نسرح مع الخيال والأحداث ، وهذا ما دفعني إلى المعرفة أكثر فأكثر ، فكنت أبحث في المكتبات عن المراجع والكتب التاريخية إلى أن انتهيت من المرحلة الثانوية ، ودخلت الجامعة طالبا ً في كلية التاريخ ، وتخرجت منها بمعدلات مرتفعة وعلامات ٍ شبه نهائية .
طوال هذه الفترة لم أنسى صاحب الفضل بالنسبة لي الأستاذ ( عبد الجواد ) فكنت أسأل عنه وأتردد عليه في نفس المدرسة التي تعلمت بها ، فيرحب بي أشد الترحيب وهو على يقين ٍ تام بأني أزور المدرسة لأجله هو فقط ، فأنا لم أكن في يوم من الأيام مغرما ً بالمواد العلمية والأدبية ولكن كان علي أن أدرسها لأنها من الواجبات المفروضة .
وخضت في غمار الحياة وشغلتني الأمور الدنيوية والمادية ، فكففت شيئا ً فشيئا ً عن زياراته ولكن لم أكف عن السؤال عن أحواله وبعث التحيات له مع بعض المعارف والطلبة من الأقارب الذين يدرسون في نفس المدرسة التي يعمل بها .
إلى أن كان يوما ً وصلتني فيه أخبارا ً سيئة مفادها أنه ترك سلك التدريس بعد أن اتهم بالخرف المبكر ، بل لقد اتهمه البعض بالجنون .
وأخذت أسأل عن عنوان بيته لأتفقده ، وحين استدليت أخيراً قصدتهم وهناك علمت بأنه ترك بيته وأسرته دون أن يترك عنوان أو يعلمهم إلى أين اتجاهه .
كان أولاده قلقون عليه وزوجته في حالة ٍ يرثى لها .
أبنه الكبيركان زميلا ً لي في المدرسة ، وكان يعلم جيدا ً مدى حبي لأبيه فرحب بي أشد الترحيب وحدثني عن العوارض المرضية التي أخذ يعاني منها والده قبل رحيله . قال :
- كان أبي دائما ً المعلم الأول الناجح في مجال عمله ، وأنت أكثر الناس معرفة به ، ولكن في الفترة الأخيرة كان يعاني من النسيان ويكثرمن إعادة الحديث الواحد على مسامعنا ، وأخذ الطلبة يشكون منه بأنه يطالبهم غالباً بالإجابة على أسئلة بعض الدروس التي لم يسبق له أن شرحها في حين كان في بعض الأحيان يعيد لهم شرح الدرس أكثر من مرة .
ولكونه قد وصل إلى مرحلة السماح له بالتقاعد فقد سرحوه من عمله دون أن يدعوا له الفرصة لفترة التمديد المتاح لهم في حال لم يرغب الشخص في التقاعد ولديه القدرة على الأستمرار لبعض الوقت ، وهكذا ظهرت عليه علائم الإكتأب لفترة من الزمن إلى أن جاء يوما ًً أستيقظنا فيه لننصدم برحيله عن المنزل بعد أن كتب لنا على قصاصة من الورق
( لا تبحثوا عني فأنا ماض ٍ إلى حيث يجب أن أكون )
ومنذ ذلك اليوم لم نراه ولم نستطيع أن نتكهن أين يجب أن يكون ، وها هو قد مضى على رحيله ما يقارب الشهرين .
خرجت من بيته وأنا أرثي حال عائلته التي لم تترك طريقا ً إلا وسعت فيه للبحث عنه من خلال الجرائد والإعلانات ومحطات التلفزه ولكن بلا جدوى .
مضى الأن على ذلك اليوم الذي خرجت فيه من منزله ما يقارب الثلاثة أشهر كنت خلالهم أعاود الإتصال والسؤال عنه بين الحين والآخر إلى أن يئست، ويئست عائلته معي فكففت عن السؤال حتى لا أعيد فتح الجراح التي يبدو بأنها بدأت بالإلتأم ، وشكرت ربي على أني لم أسير على خطاه في مجال التعليم بل عملت في مجال السياحة ، فكنت أرافق الوفود السياحة القادمة من الدول الأجنبية والأقطار العربية لزيارة الآثار التاريخية في بلادنا ، وبشكل ٍ عملي ليس كما كان يفعل هو بالخيال والحديث ، بل كنت أزور المواقع وأتحدث عن تاريخ هذه القلعة أو تلك المدينة الأثرية مظهرا ً لهم أهم المواقع الأثرية وأقدمها وتاريخ إنشائها ،وأهم حكامها وملوكها .
وها أنا الآن برفقة وفد فرنسي يرافقنا مترجم يترجم لهم ما أقوله ويسألني ما يستفسرون عنه ، وتذكرت حادثة طريفة عن أحد ملوك هذه القلعة كان الأستاذ ( عبد الجواد ) قد قصها على مسامعنا منذ كنت طالبا ً في المرحلة الإعدادية ، والغريب في الأمر أنني كنت على دراية بتفاصيلها وكذلك أذكر حركاته وأسلوبه في سرد القصة حينها فلم أشعر إلا وأنا أرويها لهم متفننا ٍ في تقليد تلك الحركات التي أضحكتنا في ذلك الحين ، ويبدو بأني اجدت في التقليد وإيصال الفكرة لهم فضحك الجميع وبدأوا يصفقون لي بحماس .
وعلق المترجم قائلا ً لله درك يا سامر فأنت خير من يقوم بمهمة الحديث عن التاريخ حتى بدأ السائحون الذين يترددون على البلد بشكل دائم يطالبون بك شخصيا ً مرافقا ً لهم .
وما أن انتهى حتى علا صوتا ًمن بين الجموع قائلا ً :
- ألن تكفوا عن الكذب بعد ، كفاكم كذبا ً ومراوغة 00 لقد شوهتم التاريخ وطمستم معالمه حتى
أني لم أعد اجد إليه سبيلا 0
وقبل أن أنظر إلى مصدر الصوت عرفت صاحبه ، فلا أحد يملك هذا الصوت العميق المحبب ، والفصاحة سوى الأستاذ ( عبد الجواد ) وفعلا ً خرج من بين الناس وقد بدا رث الثياب أشعث الشعر أشيبه غير حليق يستند إلى عصا ً غليظة ً رغم أنه لا يبدو بحاجة ٍ لها وقال :
- تبا ً لكم من جيل ٍ فاسد ٍ ، والله لو علم أجدادكم ما سينجبون ، ومن سيرث أرضهم وتاريخهم وحضارتهم من بعدهم لكفوا عن التزاوج والإنجاب 0
صمت الجميع وكفوا عن الضحك وأخذوا ينظرون إليه متأملين مستغربين ن فأكمل قائلاً :
- تحملون الكاميرات وتصورون 00 وتحملون التذكارات ، وتستمعون لجاهلٍ يلقي عليكم بعبارات ٍ منمقة ٍ عن التاريخ والآثار وانتم تهزون برؤوسكم مدعين المعرفة والفهم وأنتم الجاهلون 00 أدعيتم النجاح وأنتم الخاسرون 00 تدعون التطور وأنتم في عصر الإنحدار وادعيتم المثالية والأخلاق الحميدة وأنتم الفاسقون 0
وحمدت ربي وشكرته بأن الجميع أجانب لا يفهمون كلمة مما قال ، وتقدم منه المترجم ليزجره ويبعده عن طريقنا ولكنني استوقفته وطلبت منه أن يرافق الوفد ويبتعد قليلا ً ريثما الحق به وطلبت منه أن يكمل الشرح في حال تأخرت بعض الشيء ، فلقد اكتسب الخبرة نتيجة مرافقته الدائمة لي وإعادة ما أقوله بالترجمة والشرح فقال الأستاذ ( عبد الجواد ) ساخرا ً :
- اتطلب منه أن يستمر بما بدأته ، أتصرون على أنكم أهلا ً لتدوسوا بأقدامكم الدنسة أراضا ً
مقدسةًٍ وممالك وقلاع عظيمة سبق أن اعتلى عرشها ملوكا ً عظماء وقادة ً أبطال 0
فقلت : نحن مثلك ياسيدي نعتز بماضينا وابطالنا ‘ ونروي للسائحين بطولات الماضي فلبلادنا تاريخاً
عظيم 0
فزجرني غاضبا ً :
- أخرس أيها الأحمق ففي عصركم هذا لا يوجد من هو أهلا ً للحديث عن الماضي وأمجاده 0
فابتسمت قائلاً :
- لست بجاهلا ً يا سيدي ، وخصوصا ً بأني قد تتلمذت على يديك ، وأنت المعلم العظيم 0
ونظر إلي َ مستغربا ً فأكملت : تأملني جيدا ً يا سيدي ولا بد ستذكرني 0 تفرس وجهي برهة ظهر خلالها شعاعاً من السعادة في عينيه ما لبث أن خبى وقال :
- لا 00لم أعرفك 0
فقلت مصمما ً : بل تعرفني جيدا ً ، فلا تحاول الهرب مني ، أنا تلميذك سامر 0
ولأن قل لي أين كنت ؟ ومن أين أتيت ؟ وإلى أين المسير ؟
فتنهد بحسرة وقال : لا فائدة من الإنكار ، نعم لقد عرفتك ، وعرفتك جيدا ً كنت بالنسبة لي الطالب المثالي 0
- وأنت كنت بالنسبة لي المعلم الذي أسير على خطاه ، وأقتدي به إلى أن أضعناك، وليس لك إلا أن تدلني على طريقك لأتابع خطاك 0
فتنهد قائلا ً : لا يا بني فأنا لا أنصحك ، وإلا ستتهم بالجنون ، فطريقي وهما ً وسراب ، ومسيرتي كتلة عذاب
فلقد جئت من بلاد الشياطين ، وتائها ً في غابة الذئاب 0
جئت من محاكم الظلم التي لا تعرف العدل ولا تجيد الحساب 0
جئت من مستنقع الجهالة وسائرا ً في أرض الضباب 0
جئت من مواطن الظلم ضائعا ً في سراديب الصعاب 0
أبحث عن بوابة التاريخ لأعبر إلى عالم ٍ رسم لنا في كتاب 0
فقلت : ما أروع كلماتك يا سيدي 00 كنت دائما ً تجذبني بحديثك ، وأتوه في كلماتك وأتمعن بها أفهمها وأحفظها عن ظهر قلب ، ولكن يبدو لي الآن بأنني ما زلت محتفظا ً بميزة الحفظ ولكن اضعت طريق الفهم والإستيعاب 0
فقال : سابسط لك الأمر 0 أنظر حولك وقل لي ما لذي تراه ؟
فقلت : أرضا ً واسعة وبشرا ً يتحركون فوقها يا سيدي 0
- أجل 00 بشرا ً يتحركون 00 مجرد مخلوقات ٍ بشرية 0
- ولكن الناس بشرا ً يا سيدي !
- لا 00 لقد تميز الإنسان عن غيره من المخلوقات بالعقل السديد ، والمشاعر الإنسانية 0
- أجل ، وما زال البشر كذلك 0
- خطأ ، ما زالت المخلوقات البشرية تفكر ، وتفكر إلى أن طغت بتفكيرها على المشاعر الإنسانية ‘ و تحولو إلى مخلوقات ً غابية يأكل القوي الضعيف ، ويدوسه بأقدامه 0 شياطين في وجوه ملائكة 0
- إنك قاس ٍ في حكمك ، ونظرتك للحياة فلسفية 0
- لست بقاس بل أنظر للأمر بواقعية ، بل أنا أنتقد القسوة وأرفضها ، أما بالنسبة لنظرتي الفلسفية التي تتحدث عنها فعلي أن أكون كذلك إذا كنت أرغب في أن أترك لأبنائي من بعدي تاريخاً يفخرون به 0
فقلت معترضا ً :
- قد تكون نظرياتك خاطئة ، وفلسفتك لا نفع فيها ؟
فقال بحدة :
لا توجد فلسفة لا معنى ولا نفع فيها ، فإذا لم تكن تستند على نظريات ٍ صحيحة ، يمكننا أن نجعل منها مادة للمناقشة والدراسة نبحث في إمكانية حلها ومدى استحالتها ، وعيوبها ومزاياها 0
فمثلا ً : لنأخذ نظرية أفلاطون في بناء المدينة الفاضلة التي لا يشوبها شائبه ، فلقد أجمعنا وعبر السنين بأنها نظرية مستحيلة التطبيق لأننا بشرا ً والإنسان خطاء بطبعه وإن الكمال لله وحده ، ومع ذلك نستطيع أن نستخلص من الفكرة بحد ذاتها بأن أفلاطون كان شخصا ً طيباً وذو أهدافٍ نبيلةٍ وخياله خصب 0
في حين نستطيع أن نأخذ من نظرية هتلر التي تعتمد على إنشاء مجتمعا ً قوي خال ٍ من الضعف والضعفاء ولا حياة للضعفاء فيه إلى حد أنه جمع جميع أصحاب العاهات وأبادهم ، بأنه رجلاً عملي
قوي ٌ وجبار وكانت الأمكانات المطلوبة متوفرة لديه مما مكنه من تطبيق نظريته بشكل عملي 0
فقلت : أجل 00 أجل ولكن لكل زمانٍ دولة ورجال ( كما يقال )
ففي عهد أفلاطون وهتلر وغيرهم كان بإمكان الفرد الوقوف والتأمل ولديه الوقت الكافي للتفكير والخروج بالنظريات بينما نحن الآن في عصر السرعة ، وقد اختلفت الظروف وتغيرت الأحوال ولا وقت للناس سوى للعمل والسعي ومجارات تطورات الحياة العملية 0 فقال ساخراً :
- أي تطور وأي حداثة تتحدث عنها وتفخر فيها في عصرك هذا وفي أي المجالات ؟ أتتحدث عن
النساء الغانيات ، أم الرؤوس الحانيات ، أم عن المحطات الأباحيات ، أم البيئة والنفايات أم التزوير والسرقات ، أم الغدر والخيانات ، أو ربما القتل والإنفجارات والإجتماعات والمؤامرات 0
فقلت إن نظرتك للحياة سوداوية كئيبة ففي كل الأزمان والعصور لا يخلو الأمر من كل الأشياء التي ذكرتها وإن كانت بأساليب وإمكانيات مختلفة ، ومع ذلك لابد من السير مع التيار ومجارات الأمور ولا يمكننا أن نقف حيث نحن فإن وقفنا في مكاننا عدنا إلى الوراء عشرات السنين 0
وما حاضرنا إلا تتابعاً لمسيرة أجدادنا وأسلافنا لا بل نحن الآن أكثر راحة وأسعد حالاً ؟
فصرخ بي غاضبا ً مستنكرا ً :
- لا 00 ولو كنت مؤمنا ً بما نطقت به فأنت على خطأ ٍ كبير فنحن في عصر
راية الحق فيه مقلوبة ، والضمائر معطوبة ، والرحمة من القلوب مسلوبة ، والعدالة في الساحات مصلوبة والطامعون على كراسي الحكم منصوبة ، وهكذا نجد شعوبا ً على أمرها مغلوبة والخيرات من الأفواه منهوبة تصب في آبار ٍ مثقوبة 0
كل الأشياء في عصرنا تغيرت موازينه ، وانقلبت قوانينه 0 لم يبق شيئا ً على حاله ، فلذكاء والأدمغة سخرت للموت بدل الحياة ، سخر العلم لأختراع المتفجرات والقنابل النووية ، أصحاب المراكز يستغلون مراكزهم لتحقيق المآرب الدنيوية ، رجال الدين يرفعون أكفهم بالدعاء لأهل الظلم وأسباب البلية القضاة يخرجون بأحكام ٍ ظالمة ٍ ردية ، و أصحاب المال يسخرون أموالهم لممارسة أسوأ أنواع الحرية 0
هل عرفت لمَ أسعى للعودة إلى الوراء فهذا الزمان غير زماني والمكان غير مكاني ، فدعني يارجل ، ودلني إلى طريق السلامة لأهتف قائلا ً :
- أنا قادما ً من أرض الندامة باحثا ً عن بلد الكرامة 0
- وهل تجد في الماضي مبتغاك وتجد في التاريخ سعادتك وهناك 0 لا يا سيدي فلن يتمكن أيا ً كان أن يعبر من بوابة التاريخ ليحط في أرض الماضي ، فانظر أمامك وحاول أن تزرع بذرة قد تنبت وتطرح أفكارك وأحلامك في بناء جيلاً مثالي وحياة ً آمنه ومستقبلا ً مزهر فإن لم تتمكن من جني محصولها يأتي من بعدك من يأكل من ثمارها ، أحلم بما يوفره لك عصرك وقدراتك واسقي زرعك بينابيع إيامك 0
فقال بأسى : لقد حاولت ، وحاولت إلى حد الملل
لقد مللت بلاد نسيت التقاليد وأجادت في فن التقليد
فالأطباء أبدعو في فن التجميل والنساء همهم في التقليد والتبديل والتغيير فالواحدة منهن اليوم تريد أن تصبح هيفا وفي اليوم الثاني تصبح عبير والرجال لم يتوانوا عن الدفع والتبذير ولن نستثني تغير نظرة الأطفال ولا مبدأ الشيخ الكبير ، فأين هي براءة الأطفال ؟ وأين هي حكمة الرجال ؟
وليس هذا وحسب 00 بل الطبيعة غيرناها عرفنا أسرارها فتدخلنا بها وشوهناها وأسرار الكون أخترقناها والنمل في أوكارها صورناها ، فأين هي الأرض العذراء ؟ وأين نحن من صفاء السماء ؟
أين هي أخضرار الجبال وغابات الجمال؟00 أين هي الأنهار الغذيرة والينابيع الكثيرة ؟ لقد مللت التفكير وأصابتني الحيرة 0
دعني يارجل أسير في طريقي تائها ً حائراً في أرضٍ سراب باحثا ً عن حلم ٍ مستحيل أفضل من أن أحيا لهذا العصر أسير 0
وحمل عكازه وسار مبتعدا ً عني دون أن يفسح لي المجال لمزيد من النقاش0
بعد عدة أيام وعلى بوابة قلعة صلاح الدين وجدت جموعا ً من الناس تتحلق حول جسد ٍ بارد ٍ لا حياة فيه بفترش الأرض ، أشعث الشعر أشيبه ، رث الثياب وإلى جانبه عصا ً غليظة ، فاقتربت منه وانحنيت لأفتح يده وأخرج قصاصة من ورق كتب عليها :
- بحثت كثيرا ً عن بوابة التاريخ ، وحينما لم يحالفني الحظ بها انفتحت أمامي أبواب الخلود ، فإلى للقاء في دنيا الخلود
حيث الحياة الفاضلة والتي لا شائبة فيها 0 حياة واقعية خيرا وابقى من أرض أفلاطون الوهمية 0
(تمت )
[b]