رمزية النجوم عند أجدادنا
قدست النجوم والكواكب ومن ثم عُبدت وقد استخدمت النجوم الخماسيه والسداسيه والثمانيه في رموز الشرق << النجمة المقدسه>> قبل ولادة الديانات السماويه بآلاف السنين ففي وادي الأردن وفي موقع يدعى بتليلات الغسول عثر على منازل زخرفت بأشكال هندسية ومنها النجمه(20) و استعملوا هذه الزخارف على توابيتهم الفخاريه التي تشبه الى حد بعيد التوابيت الحجريه التي استعملت بالفتره المسيحيه الباكره لوضع عظام القديسين(21) مع العلم أن الحضاره الغسوليه تعود الى بدايات الألف الرابعه قبل المسيح كما نجد هذه الزخارف على أواني تل حلف شمال سوريا التي تعود للألف الخامسه قبل الميلاد (22) ونجد النجوم حاضرة في النقوش والكتابات الأولى وقد رمزت للألوهية والقداسه فكانت( أن)(أي السماء)و( اله )(23) كما كانت عند العموريين يرمز للآلهة بنجمة مثمنه الأضلاع ولا يخفى على دارس الحضارات الشرقية القديمه شهرة نجمة الزهره وهي ذاتها كوكب الزهره أقرب الكواكب الى الأرض بعد عطارد حيث تظهر عند غروب الشمس وشروقها وتعدُّ أكثر النجوم لمعانا" في السماء وقد كانت احدى معبودات الفينقين (أي الكنعانين الشماليين ) فسموها عشتروت و رمزت للجمال وعند الآشوريين (آناتيسيس) كما كانت النجمة المشعه رمز للاله حدد في العصر الآكادي وكانت خماسيه الأضلاع، بينما عشتار آلهة الحب كانت ثمانيه كما نجد النجمة السداسيه على العديد من الأختام الاسطوانيه التي تعود للألف الثاني قبل الميلاد على قرون الآلهة (24) ......................................................................................................
[size=9]20- د عدنان الحديدي " الأردن وفلسطين تاريخ وحضاره "مرجع سابق ص 32
21- د. عدنان الحديدي " الأردن وفلسطين تاريخ وحضاره "مرجع سابق ص33
M. F.Oppnenhaim " Tell Halaf" ; Paris ; 1939 – p. 60 - 22
23- عدنان الجندي ، " الفن العموري " دمشق ص 41
24- عدنان سوسو : " الشريحه الحوريه واسلوب النقش على الأختام الاسطوانيه "دار الفرات للنشر والتوزيع بيروت مرجع سابق ص 134
...................................................................
ومن السهولة أن يكتشف الدارس حقيقة ما تقدم فان الأقوام التي صنعت حضارات وطننا العربي علىمرِّ الزمن كانت من أكثر شعوب الأرض معرفة بالفلك وقد كانوا مواطنها ومساقطها(25)
فهي التي يهتدون بها في حلهم وترحالهم كما هي منقذتهم من متاهات الصحراء الواسعه [ بسم الله الرحمن الرحيم، وبالنجم هم يهتدون۞ (26)]كما عرفت عباده الكواكب السبع وسميت سيبيتو <رقم سبعه بالأكاديه >(27) ونجد ما يشبه هذه العباده في تدمر حيث كان الاله بل يرأس الحركات السماويه وبواسطتها يسيطر على مقادير الأرض وكان يتقربون الى الكواكب السبع والبروج الاثنتي عشر تقربا" لاله بل الغير منظور ونشاهد زخارف الكواكب والبروج في معبد بل المحراب الشمالي في مدينة تدمر (28) وهم يشبهون الى حد ما الصابئه وهي ديانه موغلة بالقدم وما زالت موجوده حتى الآن في العراق وقد اقتبست عنها اليهودية الشيئ الكثير وقد أكد القران الكريم على وجودها واعترف بها كديانه سماويه حيث يصف معتنقيها بالمؤمنين [ بسم الله الرحمن الرحيم، إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون والنصارى من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا" فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون ۞](29) وقد أكد القرآن الكريم تقديس أقوامنا القدماء لما سبق ذكره بقوله عزَّ وجلّ [ بسم الله الرحمن الرحيم ، فلما جنَّ عليه الليل رأى كوكبا" قال هذا ربي فلما أفل قال لا أحب الآفلين ۞ فلما رأى القمر بازغا" قال هذا ربي فلما أفل قال لئن لم يهدني ربي لأكونن من القوم الضالين ۞فلما رأى الشمس بازغةً قال هذا ربي هذا أكبرفلما أفل قال ياقوم إني بريئ مما تشركون ۞](30) وكلمة تشركون عنت إيمانهم ومعرفتهم بوجود الله مع تقديسهم للكواكب والنجوم كتقديسهم لله
وفي آيات أخرى أكد القرآن الكريم على عبادتهم لماذكر أعلاه بقوله رب العزه : [ بسم الله الرحمن الرحيم ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر لا تسجدوا للشمس ولاللقمرواسجدوا لله الذي خلقهن ان كنتم اياه تعبدون۞ ](31) وفي آيات أخرى من سورة سبأ [ بسم الله الرحمن الرحيم ....... ووجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله ...] (32)
...................................................................................
25-محمد سليم الحوت : " المثيولوجيا عند العرب " دار النهار بيروت 1979 ص82
26- القران الكريم ، " سورة النحل" ، آيه 16
27 - هارتموث كيوله بالتعاون مع كلود شيفر وجيري بدريس وأندريا مورتيس : " الأختام الاسطوانيه " مرجع سابق ، ص41
28-جان ستاركي عضو المعهد الفرنسي للآثار " تدمر عروس الصحراء " ترجمة صلاح الدين النجد منشورات المديريه العامه للآثار والتاحف السوريه دمشق 1947 ص25
29- القرآن الكريم "سوره المائده" آيه 69
30- القران الكريم "سوره الأنعام" آيه 67-78
31 - القرآن الكريم "سورهفصلت أيه 37
32- - القرآن الكريم "سوره سبأ " آيه 24
.............................................................
والحقيقه أن ديانات أجدادنا على تعدد أسمائها قديما" ما هي إلا ديانات مأخوذة من نبع واحد اعتمد على الخصوبة والنمو تارة والنجوم والكواكب تارة أخرى فكانت الآلهه شمسية قمريه وسماويه .
أما الديانات السماويه التي كان مهد ثلاثتها شرقنا الغالي فقد كانت جميعها هي الأخرى وكما نعلم تدعو لعبادة رب واحد وكانت ماإن تأتي ديانة الا وكانت منبثقة ومتطورة عن الأخرى وهذا يؤكد وحدة منبعها ، ومع شغف أجدادنا بتخليد معتقداتهم وتقديسها فقد كانوا يلجأون الى تخليدها عن طريق الرموز والنقوش وهذا ما فعله من شهدوا الديانات السماويه فأخذوا عن سابقيهم بعضا" من رموزهم ، فما النجمة السداسيه التي إقتبسها اليهود وسُميت بنجمة داوود الا نجمة الشرق المقدسه التي تحدثنا عنها أعلاه وقد ذكرنا بأنها ظهرت قبل الديانات السماويه بآلاف السنين!!? وكانت النجمه على مختلف أشكالها حاضرة ومن الرموز الأولى
...................................................................................
قدست النجوم والكواكب ومن ثم عُبدت وقد استخدمت النجوم الخماسيه والسداسيه والثمانيه في رموز الشرق << النجمة المقدسه>> قبل ولادة الديانات السماويه بآلاف السنين ففي وادي الأردن وفي موقع يدعى بتليلات الغسول عثر على منازل زخرفت بأشكال هندسية ومنها النجمه(20) و استعملوا هذه الزخارف على توابيتهم الفخاريه التي تشبه الى حد بعيد التوابيت الحجريه التي استعملت بالفتره المسيحيه الباكره لوضع عظام القديسين(21) مع العلم أن الحضاره الغسوليه تعود الى بدايات الألف الرابعه قبل المسيح كما نجد هذه الزخارف على أواني تل حلف شمال سوريا التي تعود للألف الخامسه قبل الميلاد (22) ونجد النجوم حاضرة في النقوش والكتابات الأولى وقد رمزت للألوهية والقداسه فكانت( أن)(أي السماء)و( اله )(23) كما كانت عند العموريين يرمز للآلهة بنجمة مثمنه الأضلاع ولا يخفى على دارس الحضارات الشرقية القديمه شهرة نجمة الزهره وهي ذاتها كوكب الزهره أقرب الكواكب الى الأرض بعد عطارد حيث تظهر عند غروب الشمس وشروقها وتعدُّ أكثر النجوم لمعانا" في السماء وقد كانت احدى معبودات الفينقين (أي الكنعانين الشماليين ) فسموها عشتروت و رمزت للجمال وعند الآشوريين (آناتيسيس) كما كانت النجمة المشعه رمز للاله حدد في العصر الآكادي وكانت خماسيه الأضلاع، بينما عشتار آلهة الحب كانت ثمانيه كما نجد النجمة السداسيه على العديد من الأختام الاسطوانيه التي تعود للألف الثاني قبل الميلاد على قرون الآلهة (24) ......................................................................................................
[size=9]20- د عدنان الحديدي " الأردن وفلسطين تاريخ وحضاره "مرجع سابق ص 32
21- د. عدنان الحديدي " الأردن وفلسطين تاريخ وحضاره "مرجع سابق ص33
M. F.Oppnenhaim " Tell Halaf" ; Paris ; 1939 – p. 60 - 22
23- عدنان الجندي ، " الفن العموري " دمشق ص 41
24- عدنان سوسو : " الشريحه الحوريه واسلوب النقش على الأختام الاسطوانيه "دار الفرات للنشر والتوزيع بيروت مرجع سابق ص 134
...................................................................
ومن السهولة أن يكتشف الدارس حقيقة ما تقدم فان الأقوام التي صنعت حضارات وطننا العربي علىمرِّ الزمن كانت من أكثر شعوب الأرض معرفة بالفلك وقد كانوا مواطنها ومساقطها(25)
فهي التي يهتدون بها في حلهم وترحالهم كما هي منقذتهم من متاهات الصحراء الواسعه [ بسم الله الرحمن الرحيم، وبالنجم هم يهتدون۞ (26)]كما عرفت عباده الكواكب السبع وسميت سيبيتو <رقم سبعه بالأكاديه >(27) ونجد ما يشبه هذه العباده في تدمر حيث كان الاله بل يرأس الحركات السماويه وبواسطتها يسيطر على مقادير الأرض وكان يتقربون الى الكواكب السبع والبروج الاثنتي عشر تقربا" لاله بل الغير منظور ونشاهد زخارف الكواكب والبروج في معبد بل المحراب الشمالي في مدينة تدمر (28) وهم يشبهون الى حد ما الصابئه وهي ديانه موغلة بالقدم وما زالت موجوده حتى الآن في العراق وقد اقتبست عنها اليهودية الشيئ الكثير وقد أكد القران الكريم على وجودها واعترف بها كديانه سماويه حيث يصف معتنقيها بالمؤمنين [ بسم الله الرحمن الرحيم، إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون والنصارى من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا" فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون ۞](29) وقد أكد القرآن الكريم تقديس أقوامنا القدماء لما سبق ذكره بقوله عزَّ وجلّ [ بسم الله الرحمن الرحيم ، فلما جنَّ عليه الليل رأى كوكبا" قال هذا ربي فلما أفل قال لا أحب الآفلين ۞ فلما رأى القمر بازغا" قال هذا ربي فلما أفل قال لئن لم يهدني ربي لأكونن من القوم الضالين ۞فلما رأى الشمس بازغةً قال هذا ربي هذا أكبرفلما أفل قال ياقوم إني بريئ مما تشركون ۞](30) وكلمة تشركون عنت إيمانهم ومعرفتهم بوجود الله مع تقديسهم للكواكب والنجوم كتقديسهم لله
وفي آيات أخرى أكد القرآن الكريم على عبادتهم لماذكر أعلاه بقوله رب العزه : [ بسم الله الرحمن الرحيم ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر لا تسجدوا للشمس ولاللقمرواسجدوا لله الذي خلقهن ان كنتم اياه تعبدون۞ ](31) وفي آيات أخرى من سورة سبأ [ بسم الله الرحمن الرحيم ....... ووجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله ...] (32)
...................................................................................
25-محمد سليم الحوت : " المثيولوجيا عند العرب " دار النهار بيروت 1979 ص82
26- القران الكريم ، " سورة النحل" ، آيه 16
27 - هارتموث كيوله بالتعاون مع كلود شيفر وجيري بدريس وأندريا مورتيس : " الأختام الاسطوانيه " مرجع سابق ، ص41
28-جان ستاركي عضو المعهد الفرنسي للآثار " تدمر عروس الصحراء " ترجمة صلاح الدين النجد منشورات المديريه العامه للآثار والتاحف السوريه دمشق 1947 ص25
29- القرآن الكريم "سوره المائده" آيه 69
30- القران الكريم "سوره الأنعام" آيه 67-78
31 - القرآن الكريم "سورهفصلت أيه 37
32- - القرآن الكريم "سوره سبأ " آيه 24
.............................................................
والحقيقه أن ديانات أجدادنا على تعدد أسمائها قديما" ما هي إلا ديانات مأخوذة من نبع واحد اعتمد على الخصوبة والنمو تارة والنجوم والكواكب تارة أخرى فكانت الآلهه شمسية قمريه وسماويه .
أما الديانات السماويه التي كان مهد ثلاثتها شرقنا الغالي فقد كانت جميعها هي الأخرى وكما نعلم تدعو لعبادة رب واحد وكانت ماإن تأتي ديانة الا وكانت منبثقة ومتطورة عن الأخرى وهذا يؤكد وحدة منبعها ، ومع شغف أجدادنا بتخليد معتقداتهم وتقديسها فقد كانوا يلجأون الى تخليدها عن طريق الرموز والنقوش وهذا ما فعله من شهدوا الديانات السماويه فأخذوا عن سابقيهم بعضا" من رموزهم ، فما النجمة السداسيه التي إقتبسها اليهود وسُميت بنجمة داوود الا نجمة الشرق المقدسه التي تحدثنا عنها أعلاه وقد ذكرنا بأنها ظهرت قبل الديانات السماويه بآلاف السنين!!? وكانت النجمه على مختلف أشكالها حاضرة ومن الرموز الأولى
...................................................................................