من طرف في ثالث الدوري معادلات جديدة...
قمة في العباسيين
وديربي في اللاذقية
والإثارة في البقية
تستأنف الجمعة (آخر أيام العيد المبارك) مباريات الدوري الكروي في أسبوعه الثالث، وهي فرصة لتبادل التهاني بين الكرويين وجماهيرهم على ملاعبنا الخضراء، والمنافسات ستكون ساخنة وعامرة في هذه المباريات، وسنشهد لقاءات فيها الإثارة والسخونة والتنافس الجدي بمباريات لا يقبل أطرافها بالحلول الوسط، بل هي عنوان للفوز ولا شيء غيره.
والمباريات كلها تجري ضمن مقياس واحد من الأهمية وخصوصاً أن الأندية أثبتت أنها بمستوى واحد، وضمن ميزان متكافئ، وقد يبدأ الفصل بين الفرق ومستوياتها من بداية هذا الأسبوع.
الجيش (المتصدر) سيواجه أمية الصعب على أرضه، والوحدة (الوصيف) سيقابل الاتحاد بلقاء قمة مبكر، والشرطة (الثالث) في امتحان عسير أمام الفتوة المتوهج، والوثبة القوي سيحل ضيفاً على النواعير المتجدد، والكرامة العريق سيستضيف الطليعة الجريح في لقاء التعويض، واللاذقية ستكون شاهدة على قمة الإثارة بين قطبيها تشرين وحطين، وأخيراً لقاء الفيحاء بين المجد والجزيرة الذي لن يقل سخونة عن بقية اللقاءات.
السهل الممتنع
يخوض بطل الدوري والمتصدر الحالي (الجيش) لقاء صعباً بمواجهة أمية على أرضه وبين جماهيره، وأثبت أمية أنه حاضر بقوة على أرضه في كل اللقاءات الصعبة التي جرت في السنوات الأخيرة، ويمكننا استثناء لقاءي الموسم الماضي لأن أمية لم يكن موفقاً فيهما.
وانطلاقة أمية هذا الموسم تدل على جاهزيته وقدرته على منافسة الكبار، لكن يؤخذ عليه عصبية لاعبيه التي كلفت الفريق غياب اثنين للبطاقات الحمراء (زكريا يوسف وكومي) فضلاً عن عدد جيد من البطاقات الصفراء وبعض اللاعبين يحمل منها اثنتين، لذلك لابد من الحذر حتى لا يفصل في المباراة فعل هذه البطاقات فيتكبد الفريق خسارة في غير محلها.
الجيش الضيف يعتبر من أفضل الفرق وأكثرها تكاملاً وانسجاماً وإن كان ضيع نقاط مباراته الافتتاحية مع الشرطة، إلا أنه كان مرعباً بلقاء المجد، وأعطى من خلاله رسالة للجميع من خلال متانته الدفاعية وقوته الهجومية التي امتلك حقها كل اللاعبين وفوقها أثبت حسن رؤية مدربه العراقي.
في الشكل العام الجيش لن يكون ضيفاً عادياً، وجمهور أمية ينتظر (العيدية) من فريقه، والتعادل لن يرضي الجيش بكل الأحوال، في الموسم الماضي فاز الجيش ذهاباً 4/1 وعبر الجيش نحو البطولة عبر فوزه إياباً بثلاثية نظيفة، وفي كلتا المباراتين كانت ركلة الجزاء حاضرة، وفي الإياب طرد حارس أمية.
قمة متجددة
في العباسيين يلتقي مساء (السادسة) فريقا الوحدة والاتحاد في لقاء قمة ممتع، سيكون جماهيرياً وسيمتلئ العباسيين عن آخره، ولن ينقص اللقاء إلا الأداء الكروي الممتع الذي ينتظره الحاضرون والمتابعون.
الوحدة في كل حالاته كان حاضراً في لقاء الاتحاد ولم ينس أنصاره الموسم الماضي عندما ظلم فريقهم بركلة جزاء أوصلت المباراة إلى التعادل، على حين فاز الاتحاد بالعباسيين 5/3 بالمباراة المثيرة المتقلبة.
الاتحاد يأتي إلى العباسيين منتشياً بانتصاره الآسيوي ومحملاً بفوزه الافتتاحي على حطين، وهو قادم للفوز لأن هدفه الجديد الفوز باللقب المحلي الذي طال انتظاره ليضمه إلى لقبه الآسيوي، ولا ننكر أن الاتحاد اليوم في قمة جاهزيته النفسية والبدنية والفنية، وهو مؤهل للفوز إن خطط له كما يجب، عبر مجموعته المنسجمة التي تضم خليطاً من المواهب الشابة وأصحاب الخبرة، لكن الملاحظة المهمة التي يجب الانتباه إليها، حال الفريق الذي ظهر به في شوط حطين الثاني فهذا التراخي بالأداء والتراجع غير المبرر، لن يجديا نفعاً مع الوحدة الذي يتطلب فريقاً يقظاً طوال دقائق المباراة.
على الطرف الآخر فإن أصحاب الأرض بتشكيلتهم الجديدة الجاهزة يمنون النفس بفوز كبير وسيكون عزيزاً لو تحقق على سفيرنا الآسيوي ولا أجد فيما يملكه الوحدة من لاعبين ورؤية فنية ومعنويات تدعمها الأرض والجمهور بأقل من ضيفه، المباراة كبيرة وستكون مثيرة ونتمناها غنية بتفاصيلها الكروية، والفريقان مؤهلان للفوز، والتعادل قد يكون أسوأ الحلول؟
المعادلة الجديدة
في لقاء الفتوة مع الشرطة نقف أمام ملاحظة جديرة بالاهتمام وتقول: إن مفتاح انتصارات الفتوة على الشرطة كان عبر اللاعبين: عدي جفال ومحمد العبادي، وهذه المفاتيح اليوم صارت بحوزة الشرطة، فهل ستتغير المعادلة؟ ونضيف إليها أن الشرطة في أغلب مبارياته في دير الزور يعود غانماً النقطة، فهل هذه المعادلة الثانية ستكون حاضرة؟
في عصر الاحتراف الحديث كانت الغلبة في المباريات لمصلحة الفتوة، واليوم أعتقد أن المعادلة تغيرت، والشرطة سيكون أكثر من ندٍّ للفتوة على أرضه وبين جماهيره، والشرطة اليوم ظهر بصورة دفاعية ممتازة يصعب اختراق حواجزه المتينة، على حين أن الأمور في الخط الأمامي بدأت بالتحسن، وهي مؤهلة لفعل جيد، والمشكلة تكمن في الانكفاء الدفاعي أكثر من اللازم، كما حدث في حماة بمواجهة الطليعة، ومع أن المباراة انتهت شرطاوية إلا أنها بنفس الأسلوب قد لا تكون حميدة في دير الزور.
الإيجابي في الشرطة أن الفريق يملك أكثر من ورقة رابحة، وهذا يمنح المدرب خيارات واسعة ومتعددة لمباغتة مستضيفه، والأفضل عدم إشراك الجفال والعبادي حتى لا يتعرضا للحرج أمام جمهورهما وقوة الفتوة في جمهوره ومدربه المحترف وفكره الكروي الجيد، ولديه تشكيلة جيدة لا ينقصها إلا التوفيق، وحال الفريق كحال العديد من الفرق الأخرى التي تبحث عن التعويض، بعد خسارة الأسبوع الثاني أمام تشرين.
في المحصلة العامة خسارة أحد الفريقين ليست نهاية العالم، فالدوري مازال في أوله، وفوز أحدهما يمنحه جرعة ثقة للتقدم نحو الأمام، والتعادل ليس سيئاً، والموسم قبل الماضي تعادل الفريقان سلباً في الذهاب وخسر الشرطة الإياب بثلاثية من توقيع الجفال والعبادي والسومة مقابل هدف خالد عكلة.
الفوز التاريخي
في حماة كل الطرق تؤدي إلى الكرامة، هذا هو كلام التاريخ الكروي الذي منح الكرامة أفضلية التفوق على النواعير، وآخرها الموسم الماضي عندما فاز الكرامة باللقاءين 2/صفر و1/صفر.
وعلينا أن نعترف أن النواعير اليوم لا يقبل بمثل هذه المعادلة وخصوصاً مع التبديلات العديدة في صفوفه، ومع الطموح الذي يسعى إليه هروباً من المراكز المتأخرة والمواقف المحرجة.
المباراة لا تستدعي الكثير من الكلام، لأن أرض الميدان قد تغير الكثير من توقعاتنا، والمنطق يتجه نحو الكرامة الأثقل على جميع الصعد، وهي فرصة جيدة للنواعير ليثبت وجوده ويحقق فوزاً تاريخياً يحلم به وعشاقه من زمن بعيد.
مباراة لاهبة
المؤشرات الأخيرة دلت على أن الوثبة قلب الطاولة على الطليعة، فبعد حالة التفوق الطلعاوي التي كانت سمة لقاءات الفريقين كانت البداية الموسم قبل الماضي عندما انتهى لقاءا الفريقين إلى التعادل 1/1 و2/2 شهد الموسم الماضي التفوق الوثباوي بالفوز مرتين 1/صفر و3/1.
والوضع النفسي اليوم ليس بمصلحة الطليعة المتأثر بخسارتيه السابقتين، وهو عكس حال الوثبة المنتشي بفوز عزيز على الكرامة وأداء راق يؤهله لفوز آخر يوم الجمعة القادم.
المؤشرات تدل على أرجحية الوثبة على أرضه وبين جمهوره، والطليعة عليه أن يغير هذه المعادلة، وهذه النظرية، علّه يجد في ملعب حمص بلسماً يداوي جراحه.
ديربي ساخن
من السذاجة عندما نكتب عن لقاء تشرين وحطين أن ندخل في أوراق الفريقين أو أن ندخل في عمق المسائل الفنية، فلا صغير، ولا كبير في المباراة، والفريقان متساويان في كل شيء، ولاعبوهما يرتقون إلى مستوى المباراة الحدث الأهم الذي سيكون في اللاذقية، وسيغلب على أحاديث العيد وكل تفاصيله وتاريخ اللقاءات بين الفريقين كان متكافئاً بين الفوز والخسارة والتعادل، ورغم أن طموح عشاق الفريقين هو الفوز ولا شيء غيره، إلا أن أمنيات الجميع أن تنتهي المباراة كما تبدأ بالأفراح والأهازيج، لذلك المطلوب الكثير من الهدوء والابتعاد عن الشحن والتشنج العصبي بين اللاعبين وجمهورهما.
نتمنى أن نتابع مباراة جميلة بين فريقين شقيقين فيها كرة القدم التي تجمع ولا تفرق والتي تمتع ولا تزعج والتي تؤمن أن الرياضة فوز وخسارة وأن هدفنا بالدرجة الأولى تعزيز مبدأ الروح الرياضية كأحد الأهداف الرياضية النبيلة السامية.
مباراة متكافئة
آخر المباريات سيكون مسرحها الفيحاء وستجمع فريقي المجد والجزيرة والمباراة بشكلها العام متكافئة، المجد يعاني من آلام خسارته القاسية أمام الجيش، ومن اضطراب فني وإداري واضح انعكس سلباً على الفريق وهي فرصة للقفز فوق كل الجراح وتحقيق الفوز وخصوصاً أنه يلعب على أرضه وبين جماهيره، على حين فإن الجزيرة رغم مشقة السفر إلا أنه كبير وصعب في كل المباريات التي يلعبها، وصفوفه اليوم عززت من مقدرته على تحقيق نتائج ايجابية، وربما افتقد للخبرة التي سيكتسبها مع مرور المباريات وربما التعادل كان سيد الأحكام، كما حدث الموسم الماضي عندما حدث مرتين وكانا سلبيين في الحسكة وفي دمشق.
