في جذع شجرة التوت القديمة ذات الأعوام المديدة بنى طائر الورور عشه وقد اختار مكانا آمنا فيها وبين جذعين عجوزين اختار المكان و افترش فيها ما تيسر من القش و أوراق
الشجرو بالتعاون مع أنثاه التي رقدت على بيضها تبعث فيه الدفء فيما دأب هو على إطعامها ليساعدها على إتمام مهمتها حتى تفقس البيوض إلا أن كان ذاك الصباح المشؤووم
عندما وصل متأخرا على غير عادته فوجد أنثاه الجائعة قد خرجت تبحث عن طعام لها فاستثمرت أنثى الغراب الفرصة لتقتحم العش و تلقي بيوض الورور و تحتل المكان الجاهز
لتضع بيوضها دون تعب كان ما حدث بمثابة كارثة وقعت عليه حاول بكل قواه أن يطرد الغراب المعتدي بدون جدوى فشتان بين عضة الغراب و نقرة الورور لكنه لم ييأس و لم
يستسلم حاول ثم حاول بدون فائدة ترجى إلا أن خطرت بباله فكرة عظيمة فقال بنفسه أنا من بنى العش قشة قشة و أعرف كل مداخله و مخارجه و هناك في الخلف سأرى الحل و
انبرى إلى خلف عشه المحتل و من الجهة الخلفية للعش و من بين الجذعين مد منقاره الصغير و أخذ ينزع القش في غفلة من أنثى الغراب حتى فتح ثغرة صغير سقط منها الفرخ
فرخ الغراب الذي فقس لتوه و قبل أن تراه عين أمه صار وليمة سهلة لأنثى ثعلب بنت وكرها تحت جذع التوتة طار الورور فرحا فقد ذاق عدوه من نفس الكأس التي سقاه إياها
هتفت له أنثى الثعلب وباركت له و شجعته على المزيد لم يكن بحاجة إلى التشجيع فصوت الضمير و الواجب والانتقام لبيته يناديه فما لبث في اليوم التالي أن فعل الشيء ذاته و
أسقط فرخا ثانيا ثم أعاد الكرة في اليوم الثالث وسط تشجيع و تهليل من أنثى الثعلب وصغارها شعر الورور أنه بطل صار يطير بزهو و يحط بغرور فيما كانت أنثى الغراب تهجر
عشه بعد أن فقدت الأمان على صغارها لتعود أنثى الورور و تبيض في العش القديم الّذي بنته مع وليفها السابق .. أما بطلنا المقدام فقد عاد إلى سيرته الأولى بعد أيام ليخرب
ما اعتقد أن الغراب أصلحه و يسقط فرخاً جديداً في براثن أنثى الثعلب و صغارها و بين رغبته بالانتقام و تشجيع الثعالب اليافعة صارت القضية المقدسة تخريب الأعشاش و
إسقاط الصغار و جلب لهذا حشد من الطيور و لأن قضيته قضية الحق فقد تبرع الكثيرون للمساعدة كرس حياته لهذه القضية و أهمل كل شيء عداها حتى أنثاه
يلتقيها في غفلة من أعداءه
و قبل مغيب الشمس فيوصيها بالصغار و يعتذر لها عن تقصيره فتثني عليه و تباركه لا بأس عليك فقضيتنا مقدسة أمضى على بركة الله و هؤلاء الحاقدين
الّذين يهاجمون أعشاشنا بين الفينة والفينة نحن كفيلين بهم لا تهتم بنا فنحن كفيلين بهم صدقني لا يسقط منا صغير إلا و نكون قد أسقطنا منهم كبيرا لن نستسلم لن نسامح حتى تعود الحقوق
لأصحابها أنت فخر لنا يا صانع البطولات يا ناصر المظلومين كلنا فداك هب من ساعته بعد ان سمع الثناء لجولة جديدة أتبعتها جولات عديدة و تمضي الأيام تتساقط أفراخ و
تخرب أعشاش و يموت مهاجمين و على أعتاب بيوت الثعالب تسقط الضحايا فتأكل و تطعم صغارها و تشكر الله على النعم .
بعد سنين جمعت أنثى الثعلب العجوز و هي على فراش الموت أحفادها لتوصيهم أن ترابضوا تحت تلك التوتة القديمة تلك وصيتي عليكم أن تحفظوا الوصية و تصونواالقضية
فردت جموع الوراور نحن على العهد باقون نحن على الوعد صامدون