"السلام عليكم ورحمة الله وبركاته"
أسعدكم الله أينما كنتم بالخير والمسرات...
التراث ,’, القيم’,’العادات,’,التقاليد,’,الأصول...
تعد كلمة تراث من الكلمات الشائعة الاستخدام في اللغة العربية الفصحى وفي لهجاتها
المختلفة فالتراث في اللغة هو كل ما يخلفه الرجل لورثته أي أبنائه وأهله من بعده وهو
متوارث وقابل للإيراث من بعده بحكم التقادم والانتقال،
هل الحفاظ على هذه النقاط وسيلة لايصالك لشئ أم غاية؟؟؟
كان في السابق أناس قليلون في مجتمع صغير توجد به هذه النقاط ولابد الكل أن يتقيد بها
وسار عليها الكل وتوارثها الأبناء وهكذا والحياة جميلة حتى وقتنا هذا في القرى والهجر...
لكن بعد مواكبة عصر السرعة"التطور والانفتاح"أي الانتقال للمدن والتوسع في
الحاضارات ورؤية الحاصل بهذه المدن سواء الحسن أم القبيح كلها موجودة في آن واحد.
أصبح الكثير منا لايهمه تراثه ولاقيمه ولا عاداته وتقاليده بل وصل الحد انه يستهزء بها
ويقول أباء متخلفون ولكن هناك مقولة من الشيخ زايد رحمه الله وهيالذي ليس له
ماضي ليس له حاضر ولا مسستقبل)اذن ماهي الحلول المتبعة لامثال هؤلاء الأشخاص
الذين انحلوا عن ثقافتهم وفنونهم وقيمهم وعاداتهم وتقاليدهم؟؟
ولا ننسى أنه ذكر في الكتاب كريم قوله تعالى:
بعد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم
وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلاً لَّمّاً (19) وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبّاً جَمّاً (20) سورة الفجر
و ايضا، كما وردت في قوله سبحانه وتعالى
{ ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا
فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ }
اية 32 سورة فاطر
ويتبين
لنا من كلا الآيتين أن للتراث شقين شق مادي كما ورد في الآية الأولى وشق روحي
فكري كما ورد في الآية الثانية، كما أتت كلمة تراث في أقوال الرسول وفي أقوال
الصحابة والمحدثين، إضافة إلى ورودها في الشعر الجاهلي، يتضح من هذه الأمثلة أن
كلمة تراث أصيلة مستمدة من ينبوع الحضارة العربية الإسلامية، هذا على الصعيد الثقافي والحضاري..
البعض منا تراوده فكرة التربيه ليس لها دخل في اغلب الاحيان لأنه يربى ويعلم ويدرس
ايضاً ماهي قيمه وعاداته...إلخ لكن مجرد الخروج خارج المنزل أو الأسوار المحيطة بما
يخص قيمه وعاداته تنحل كلها هل هو الاختلاط مع بعض الأجناس أم الشعوب لها نسبة
أم ترديد كلمة تحضر وحرية لذات كما ان الكثير لايعرف ماهي الحضارة يفكرها منزل فخم
والجلوس على طاولة وقيادة سيارة فارهة!!والحال بالحرية!!
أنا وأنت ماهو دورنا اتجاه هذه القيم والعادات والتقاليد والأصول والتراث؟؟؟
تبين لنا أن التراث يحمل بين طياته موروثات مادية ملموسة نلتمسها في أسلوب الحياة
وأدوات وأساليب الإنتاج وفي غيرها من الأشياء المحسوسة، وموروثات فكرية وجدانية
متجسدة في القيم والعادات والتقاليد...الخ
ولايوجد شخص على هذه الدنيا إلا وله ماضي لكن هل احتفظ بالماضي كي يسير لحاضره
ومستقبله أم رماه بعيداً كي لايتسخ به!!
هناك اشخاص تحدثت إليهم بهذا الشأن منهم من قال هذه عادات وتقاليد لا استفيد منها
مادياً اذن لماذا احملها دون فائدة تذكر!!
ومنهم من قال هذه سار عليها ابائنا في زمن البداوة أو بالاصح المشقة والفقر ونحن الآن
في وضع الخير ولاتلزمنا هذه التفهات!!
ومنهم من قال لاتشرفني هذه العادات والتقاليد والتراث والاصول بل سوف اكتسب لنفسي
عادات وتقاليد جديدة تواكب هذا العصر المادي الذي يدور حول المصالح!!
والكثير منهم لكن صراحة تعجبت بل ذهلت وصعقت من ردودهم لا اعلم هل هم جادين فيما
يقولون أم لامبالاة لماضيهم أم لاتهمهم إلا مصالحهم الشخصية لاينظر لتراث ولا للأصول
ولا للعادات والتقاليد!!
أترك بقية المجال لاقلامكم وحروفكم العطرة><أدام الله عليكم العزة والرحمة
و لكم ارق التحية