العبرانيون ليسوا بني اسرائيل
لقد أطلق علماء الغرب على اليهود اسم العبريين وذلك لربطهم بابراهيم الخليل عليه السلام الا أن الموضوع هذا ليسى موثقا "حتى الآن بأي مكتشف أثري أو تاريخي الا ما ذكره بعض الاهوتيين والمروجين من علماء الغرب!
وبما أن مصدر التاريخ اليهودي المتعارف عليه هو التوراة هذا ولأن فقط التاريخ كنظريته لم تثبته المكتشفات الأثريه لا بل على العكس تماما أثبتت عدم مصداقيته أننا سنحاول من التوراة نفسه إثبات تناقض قصصه
ففي سفر التكوين حين ذكر ابراهيم عليه السلام قيل بأن اسمه كان ابرام ثم تغيير الى ابراهيم عند ولادة اسماعيل عليه السلام ((ولما كان ابرام ابن تسع وتسعين سنه ظهر الرب لابرام وقال له : أنا الله القدير سر أمامي وكن كاملا "..... .... أما أنا فهو ذا عهدي معك وتكون أبا "لجمهور من الأمم فلا يدعى اسمك بعد ابرام بل يكون ابراهيم)) (1)
اذا "تعترف الآيات
1 -- بأن ابراهيم أبا "لكثير من الشعوب ومنهم أولاد اسماعيل الذين لا يعترفون به أصلا"
2 -- ان ابراهيم الخليل عليه السلام كان يدعى إبرام قبل رحيله وابرام هو ابرا وكثيرا "ما حل بدلا" من الألف والهمزه <<ع> في لهجاتنا القديمه أي عبرا في اللهجة الغربيه و <ابرو> أو <<عبرو> في اللهجة الشرقيه وتعني هذه الكلمات العابر وفي الجمع يضاف <يم> فتصبح العابرين وهنا يقصد حين أمر الله بالعبور لابراهيم وولده اسماعيل ومن معه من أهله ولم يقصد به يعقوب عليه السلام وبنيه والذين ينتسب اليهم اليهود (بني اسرائيل أو العبريين).
وفي آيات أخرى نجد رفض اليهود نفسهم مساواتهم بالعبريين وكأنه اعتراف صريح منهم على أن العبرانيون ليسوا بني أسرائيل
فنجد في سفر الخروج ((اذا اشتريت عبدا "عبرانيا" فست سنين يخدم وفي السابعة يخرج حرا ")) (2)
وفي سفر لاويون ((أما بنو اسرائيل فلا يباعوا بيع العبيد)) (3)
وهكذا فإن التوراه ينكر قرابة بني اسرائيل بالعبريين كما يعتبر هؤلاء العبريين عبيدا بينما "هم أسياد أحرار لا يباعون ولا يشرون.
كما أن المتعمق بهذا الكلام يمكن أن يستنتج منطقيا "أن من قصد بهم التوراه العبرانيين ابراهيم واسماعيل عليهما السلام وذرية اسماعيل الذي كان من بين العابرين مع أبيه باعترافهم وهذا كان لابراهيم وهو على قيد الحياه
فكيف يكون اسماعيل جد العرب ومن ما يسموهم بالعبرانين شيئ واحد!؟
وكيف يكونوا هم العبريون ويعقوب عليه السلام لم يكن قد ولد بعد ولم يعبر نهر الفرات مع العابرين!؟
وكيف يكونوا هم العبريين والتوراه ينكر صلتهم بهم لا بل يعتبرهم عبيدا "!؟
وكيف يكونوا شعبا "وابراهيم الخليل عليه السلام لم يكن ملكا" على أحد ولم يكن له سلطة سوى على أهل بيته اضافة الى أنهم لم يكونوا المقصودين بالعبور!؟
وهكذا تسقط صفة العبرانيه عن اليهود كما أنها تسقط عنهم صفة الشعب العبراني ذاته
أما المثبت تاريخيا "وأثريا" فقد كانت المنطقه تعج بالهجرات والرحل وأشهر من ذكروافي هذه الفتره ((الألف الثاني ق. م)) كان الأموريون هم عباره عن قبائل قادمه من صحراء الحماد والمتسربه من شبه الجزيره العربيه ولكنهم اصطدموا مع الأكاديين والسومريين وأول ذكر لهم كان في زمن الملك البابلي ساركاليشاري الذي تباهى بانتصاره عليهم (4) لأن ابراهيم الخليل عليه السلام حسب مزاعم المصادر الغربيه كان ظهوره بين عامي 1900 حتي 1800 ق م.
كما أكدت هذه الاستنتاجات الرقم الأثريه في ايبلا -- والتي غيرت الكثير من الحقائق التاريخيه -- حيث ذكرت الهجرات والتنقلات والرحل والقوانين التي تسمح للرجل بزواج اثنتين كما كان حال ابراهيم الخليل عليه السلام وقد ذكرت القبائل والشعوب المتنقله بين بلاد الرافدين وبلاد الشام وبين شبه الجزيره وبلاد الشام. ..... والعلاقات التجاريه والاقتصاد مع كل القوى المحيطه الا أنها لم تأتي على ذكر ابراهيم الخليل أو موسى عليهما السلام
وماثلتها رقم أوغاريت وماري ولا حتى الوثائق المصريه التي يعتبر اليهود أنفسهم أنهم عاشوا في مصر وبنوا فيها ولا مكتبة آشور بينيبال فلم تأتي هذه الوثائق على أية ذكر لملوك التوراه ولا حتى أشهرهم وأقواهم (داوود وسليمان عليهما السلام)
ولم تعرف أية وقائع تاريخية وليسى لدينا كما قلنا سابقا "الا التوراه التي تؤكد المكتشفات الأثريه والعلماء تناقضه حتى بين طبعاته وقد اعترف العديد من العلماء الذين أتوا الى الشرق لتأكيد قصص التوراه فها هو جيمس برتيشاد يعترف بالتناقضات الواضحه التي كشفت عنها نتائج التنقيب الأثري التي تحدث عنها سفر يوشع (5) ، ويؤكد الدكتور عفيف بهنسي المدير العام السابق للآثار في سوريا أن جميع الجهود الأثريه في بلاد الشام لم تقدم دليل واحد على المزاعم التوراتيه (6)
أما كلمة عبرا أو عبريم فكانت تطلق على كل من يعبر الى شبه الجزيره العربيه كما فعل ابراهيم الخليل عليه السلام ولم يكن تحركه هذا ذو أهميه في تاريخ المنطقه كما تصوره التوراه فهو كأي رجل عادي من رجال ذلك العصر يقرر الرحيل من مكان سكناه الى مكان آخر.
المراجع المعتمده
1 -- سفر التكوين الاصحاح 17 آيه 1-8
2 -- سفر الخروج ، الاصحاح 21 آيه 1-2
3 -- سفر لاويون ، الاصحاح 25 آيه 42
4 -- محمد حرب فرزات : "تاريخ بلاد الشام القديم" منشورات جامعة دمشق 1993 -1994 ص 111
لقد أطلق علماء الغرب على اليهود اسم العبريين وذلك لربطهم بابراهيم الخليل عليه السلام الا أن الموضوع هذا ليسى موثقا "حتى الآن بأي مكتشف أثري أو تاريخي الا ما ذكره بعض الاهوتيين والمروجين من علماء الغرب!
وبما أن مصدر التاريخ اليهودي المتعارف عليه هو التوراة هذا ولأن فقط التاريخ كنظريته لم تثبته المكتشفات الأثريه لا بل على العكس تماما أثبتت عدم مصداقيته أننا سنحاول من التوراة نفسه إثبات تناقض قصصه
ففي سفر التكوين حين ذكر ابراهيم عليه السلام قيل بأن اسمه كان ابرام ثم تغيير الى ابراهيم عند ولادة اسماعيل عليه السلام ((ولما كان ابرام ابن تسع وتسعين سنه ظهر الرب لابرام وقال له : أنا الله القدير سر أمامي وكن كاملا "..... .... أما أنا فهو ذا عهدي معك وتكون أبا "لجمهور من الأمم فلا يدعى اسمك بعد ابرام بل يكون ابراهيم)) (1)
اذا "تعترف الآيات
1 -- بأن ابراهيم أبا "لكثير من الشعوب ومنهم أولاد اسماعيل الذين لا يعترفون به أصلا"
2 -- ان ابراهيم الخليل عليه السلام كان يدعى إبرام قبل رحيله وابرام هو ابرا وكثيرا "ما حل بدلا" من الألف والهمزه <<ع> في لهجاتنا القديمه أي عبرا في اللهجة الغربيه و <ابرو> أو <<عبرو> في اللهجة الشرقيه وتعني هذه الكلمات العابر وفي الجمع يضاف <يم> فتصبح العابرين وهنا يقصد حين أمر الله بالعبور لابراهيم وولده اسماعيل ومن معه من أهله ولم يقصد به يعقوب عليه السلام وبنيه والذين ينتسب اليهم اليهود (بني اسرائيل أو العبريين).
وفي آيات أخرى نجد رفض اليهود نفسهم مساواتهم بالعبريين وكأنه اعتراف صريح منهم على أن العبرانيون ليسوا بني أسرائيل
فنجد في سفر الخروج ((اذا اشتريت عبدا "عبرانيا" فست سنين يخدم وفي السابعة يخرج حرا ")) (2)
وفي سفر لاويون ((أما بنو اسرائيل فلا يباعوا بيع العبيد)) (3)
وهكذا فإن التوراه ينكر قرابة بني اسرائيل بالعبريين كما يعتبر هؤلاء العبريين عبيدا بينما "هم أسياد أحرار لا يباعون ولا يشرون.
كما أن المتعمق بهذا الكلام يمكن أن يستنتج منطقيا "أن من قصد بهم التوراه العبرانيين ابراهيم واسماعيل عليهما السلام وذرية اسماعيل الذي كان من بين العابرين مع أبيه باعترافهم وهذا كان لابراهيم وهو على قيد الحياه
فكيف يكون اسماعيل جد العرب ومن ما يسموهم بالعبرانين شيئ واحد!؟
وكيف يكونوا هم العبريون ويعقوب عليه السلام لم يكن قد ولد بعد ولم يعبر نهر الفرات مع العابرين!؟
وكيف يكونوا هم العبريين والتوراه ينكر صلتهم بهم لا بل يعتبرهم عبيدا "!؟
وكيف يكونوا شعبا "وابراهيم الخليل عليه السلام لم يكن ملكا" على أحد ولم يكن له سلطة سوى على أهل بيته اضافة الى أنهم لم يكونوا المقصودين بالعبور!؟
وهكذا تسقط صفة العبرانيه عن اليهود كما أنها تسقط عنهم صفة الشعب العبراني ذاته
أما المثبت تاريخيا "وأثريا" فقد كانت المنطقه تعج بالهجرات والرحل وأشهر من ذكروافي هذه الفتره ((الألف الثاني ق. م)) كان الأموريون هم عباره عن قبائل قادمه من صحراء الحماد والمتسربه من شبه الجزيره العربيه ولكنهم اصطدموا مع الأكاديين والسومريين وأول ذكر لهم كان في زمن الملك البابلي ساركاليشاري الذي تباهى بانتصاره عليهم (4) لأن ابراهيم الخليل عليه السلام حسب مزاعم المصادر الغربيه كان ظهوره بين عامي 1900 حتي 1800 ق م.
كما أكدت هذه الاستنتاجات الرقم الأثريه في ايبلا -- والتي غيرت الكثير من الحقائق التاريخيه -- حيث ذكرت الهجرات والتنقلات والرحل والقوانين التي تسمح للرجل بزواج اثنتين كما كان حال ابراهيم الخليل عليه السلام وقد ذكرت القبائل والشعوب المتنقله بين بلاد الرافدين وبلاد الشام وبين شبه الجزيره وبلاد الشام. ..... والعلاقات التجاريه والاقتصاد مع كل القوى المحيطه الا أنها لم تأتي على ذكر ابراهيم الخليل أو موسى عليهما السلام
وماثلتها رقم أوغاريت وماري ولا حتى الوثائق المصريه التي يعتبر اليهود أنفسهم أنهم عاشوا في مصر وبنوا فيها ولا مكتبة آشور بينيبال فلم تأتي هذه الوثائق على أية ذكر لملوك التوراه ولا حتى أشهرهم وأقواهم (داوود وسليمان عليهما السلام)
ولم تعرف أية وقائع تاريخية وليسى لدينا كما قلنا سابقا "الا التوراه التي تؤكد المكتشفات الأثريه والعلماء تناقضه حتى بين طبعاته وقد اعترف العديد من العلماء الذين أتوا الى الشرق لتأكيد قصص التوراه فها هو جيمس برتيشاد يعترف بالتناقضات الواضحه التي كشفت عنها نتائج التنقيب الأثري التي تحدث عنها سفر يوشع (5) ، ويؤكد الدكتور عفيف بهنسي المدير العام السابق للآثار في سوريا أن جميع الجهود الأثريه في بلاد الشام لم تقدم دليل واحد على المزاعم التوراتيه (6)
أما كلمة عبرا أو عبريم فكانت تطلق على كل من يعبر الى شبه الجزيره العربيه كما فعل ابراهيم الخليل عليه السلام ولم يكن تحركه هذا ذو أهميه في تاريخ المنطقه كما تصوره التوراه فهو كأي رجل عادي من رجال ذلك العصر يقرر الرحيل من مكان سكناه الى مكان آخر.
المراجع المعتمده
1 -- سفر التكوين الاصحاح 17 آيه 1-8
2 -- سفر الخروج ، الاصحاح 21 آيه 1-2
3 -- سفر لاويون ، الاصحاح 25 آيه 42
4 -- محمد حرب فرزات : "تاريخ بلاد الشام القديم" منشورات جامعة دمشق 1993 -1994 ص 111
عدل سابقا من قبل نجوى حاج بكري في الإثنين أكتوبر 11, 2010 4:00 pm عدل 2 مرات