منذ أسبوع حضرت مؤتمراً لمدة 5 أيام عن الإعاقة والمعاقين
كان الافتتاح مذهلاً بما عرضه الأطباء الأجانب من حالات لأشخاص يسميهم الطب من وجهة نظر علمية بحتة المعاقين Disabled ويسميهم المنطق من وجهة نظر إنسانية عظماء .....
صمتت طويلاً أمام ما أشاهده.....
كانت أولاها لشاب نمساوي كان من ضحايا التاليدوميد وهو دواء لشركة ألمانية كان يعطى للنساء الحوامل في الأشهر الثلاثة الأولى لتخفيف الغثيان المرافق للحمل ،وقد اكتشف الأطباء بعد ثلاثة سنوات من تسويقه ازدياد حالات التشوهات الجنينية حتى لو أخذته الحامل مرة واحدة وكان التشوه هو اختفاء كامل أو جزئي للأطراف الطويلة (الساق ، الساعد) وتبقى اليد والقدم ، وكان هذا الشاب النمساوي من ضحايا هذا الدواء الذي سحب من الأسواق ومازالت هذه الشركة تدفع لضحاياه في العالم تعويضات هائلة حتى يومنا هذا .
المهم أن هذا الشاب لم يقتنع بنظرة المجتمع له كمعاق وتحدى الظروف وتابع دراسته ليصبح أستاذاً جامعياً في إحدى جامعات فيينا متناسياً مشكلة أطرافه المفقودة لتراه في التسجيل يمشي ويتسلق الطاولة في قاعة المحاضرات ويقف عليها ليحاضر بكل ثقة وعزيمة ،ويشارك في اجتماعات الكلية وفي تنظيم المؤتمرات وقد شاهدنا مقطعاً يظهر كيفية ممارسته لحياته اليومية من احتياجاته الشخصية كالاستحمام وحلاقة الذقن وتحضير الطعام إلى ممارسة هواياته وأهمها السباحة .
وكانت هناك حالة أخرى لراقص وراقصة باليه هو بساق واحدة وأخرى اصطناعية وهي بيد واحدة ليسجلا معاً بإصرار وعزيمة لوحة من أروع اللوحات الراقصة لم تترك للجمهور فرصة لملاحظة ما يفقدانه .
وكان الختام مسكاً بذكر الشاب السوري المهندس خلدون الذي تعرض لشلل رباعي نتيجة كسر في الفقرات الرقبية وكيف استطاع أن يثبت قوة عقله وعلمه وإصراره على متابعة عمله عن طريق كمبيوتر خاص يتم التحكم فيه بصفيحة خاصة يديرها بلسانه وشفتيه .
انتهت المشاهد وسط ذهول جميع الحاضرين ، واستمر التصفيق الحار في النهاية لدقائق طويلة تحية لهؤلاء الأشخاص وكأنهم بيننا .
كان أسبوعاً من اللمسات الإنسانية ..، وصلنا في نهايته لمقولة أن نلغي من قواميسنا كلمة معاق ولنسميه العظيم ، المتحدي ،المحب ، الناجح ،أو لنتركه بدون أي تسمية خاصة فهو شخص حرمه الله من قدرات ليعيضه عنها بفيض لاحدود له .
أخيراً أود أن أقول لننظر في المرآة جميعاً ولنتأمل مانملك من نعم وكم نستخدم منها ولنرى في النهاية من هو المعاق ؟؟؟؟
فإذا أردتم رأيي فالمعاق هو المعاق في عواطفه ومشاعره ، هو الشخص الذي لايستطيع تقديم الحب ، ولا تدمع عينه لرؤية مشهد مؤثر والذي لايتسع صدره لمدارة الناس حتى السفهاء منهم ..
فهل من المعقول أن يسمى الأديب الكبير طه حسين معاقاً وأن يسمى أي مجرم أو حاقد أوفاقد للإنسانية سليماً معافى ....
لحظة تفكير فقط يارعاكم الله
كان الافتتاح مذهلاً بما عرضه الأطباء الأجانب من حالات لأشخاص يسميهم الطب من وجهة نظر علمية بحتة المعاقين Disabled ويسميهم المنطق من وجهة نظر إنسانية عظماء .....
صمتت طويلاً أمام ما أشاهده.....
كانت أولاها لشاب نمساوي كان من ضحايا التاليدوميد وهو دواء لشركة ألمانية كان يعطى للنساء الحوامل في الأشهر الثلاثة الأولى لتخفيف الغثيان المرافق للحمل ،وقد اكتشف الأطباء بعد ثلاثة سنوات من تسويقه ازدياد حالات التشوهات الجنينية حتى لو أخذته الحامل مرة واحدة وكان التشوه هو اختفاء كامل أو جزئي للأطراف الطويلة (الساق ، الساعد) وتبقى اليد والقدم ، وكان هذا الشاب النمساوي من ضحايا هذا الدواء الذي سحب من الأسواق ومازالت هذه الشركة تدفع لضحاياه في العالم تعويضات هائلة حتى يومنا هذا .
المهم أن هذا الشاب لم يقتنع بنظرة المجتمع له كمعاق وتحدى الظروف وتابع دراسته ليصبح أستاذاً جامعياً في إحدى جامعات فيينا متناسياً مشكلة أطرافه المفقودة لتراه في التسجيل يمشي ويتسلق الطاولة في قاعة المحاضرات ويقف عليها ليحاضر بكل ثقة وعزيمة ،ويشارك في اجتماعات الكلية وفي تنظيم المؤتمرات وقد شاهدنا مقطعاً يظهر كيفية ممارسته لحياته اليومية من احتياجاته الشخصية كالاستحمام وحلاقة الذقن وتحضير الطعام إلى ممارسة هواياته وأهمها السباحة .
وكانت هناك حالة أخرى لراقص وراقصة باليه هو بساق واحدة وأخرى اصطناعية وهي بيد واحدة ليسجلا معاً بإصرار وعزيمة لوحة من أروع اللوحات الراقصة لم تترك للجمهور فرصة لملاحظة ما يفقدانه .
وكان الختام مسكاً بذكر الشاب السوري المهندس خلدون الذي تعرض لشلل رباعي نتيجة كسر في الفقرات الرقبية وكيف استطاع أن يثبت قوة عقله وعلمه وإصراره على متابعة عمله عن طريق كمبيوتر خاص يتم التحكم فيه بصفيحة خاصة يديرها بلسانه وشفتيه .
انتهت المشاهد وسط ذهول جميع الحاضرين ، واستمر التصفيق الحار في النهاية لدقائق طويلة تحية لهؤلاء الأشخاص وكأنهم بيننا .
كان أسبوعاً من اللمسات الإنسانية ..، وصلنا في نهايته لمقولة أن نلغي من قواميسنا كلمة معاق ولنسميه العظيم ، المتحدي ،المحب ، الناجح ،أو لنتركه بدون أي تسمية خاصة فهو شخص حرمه الله من قدرات ليعيضه عنها بفيض لاحدود له .
أخيراً أود أن أقول لننظر في المرآة جميعاً ولنتأمل مانملك من نعم وكم نستخدم منها ولنرى في النهاية من هو المعاق ؟؟؟؟
فإذا أردتم رأيي فالمعاق هو المعاق في عواطفه ومشاعره ، هو الشخص الذي لايستطيع تقديم الحب ، ولا تدمع عينه لرؤية مشهد مؤثر والذي لايتسع صدره لمدارة الناس حتى السفهاء منهم ..
فهل من المعقول أن يسمى الأديب الكبير طه حسين معاقاً وأن يسمى أي مجرم أو حاقد أوفاقد للإنسانية سليماً معافى ....
لحظة تفكير فقط يارعاكم الله