نبدأها ونحن نغادر وطننا محملين بحقائب نحشر بها كل ما في خزائننا من عمر ...
وفي ادراجنا من ذكريات... حاملين معنا الوطن أثاث لغربتنا...وننسى عندما يضيعنا الوطن على بابه...عندما يغلق قلبه في وجهنا....حتى دون أن يوقفه دمعنا.....وحتى ننسى أن نسأله....
من سيؤثثه بعدنا..
ونسافر للمجهول....الى الغربه....ونلتقي وجهه لوجه مع الاغتراب بأقسى معانيه ...
أن الدفع يبدأ من اللحظات التي نحكم بها على انفسنا بترك وطن....رغم كل تناقضاته....
هو الوطن...
نتركه ونسافر الى المجهول...الى الغربه...ان الثمن سيكون غالي ...
ويستمر دفعنا لضريبة الغربه....من شوق يمزق الضلوع....من حنين ...من ضياع نفسي...من قلق....من قسوة العيش...
وصراع كبير بين حضارتين مختلفتين....واحدة نحملها داخلنا ...
تمزقنا و تشدنا اليها .... وأخرى غربيه نتوه وسطها ...ولكن يجب ان نتعايش مع بعض منها....
ضريبه ندفعها ونحن نرى أولادنا يحبذون هذه الحضاره وهذه البلاد لانها حسب تفكيرهم بلادهم....فلقد ولدوا و ترعرعوا فيها..و ربما ستسرقهم منا.....او ربما يحطموا قلوبهم فيها من اجل أرضاء نزعات وعادات نكبلهم بها....
ضريبة اخرى لا اظن أنكم تدفعونها. في الدول العربيه...
وهو الخوف من السرقات المتتاليه ... ياليتها ما زالت مقتصره على الاملاك أو رأس المال ....لا...لا ...لقد تجاوزتها الى اثمن شئ عندنا في الوجود....الى اولادنا عصب ونور حياتنا...
هل هناك ضريبه اثمن و اكبر من هذا....
ام اصف طريقة اخرى لدفعنا الضرائب ونحن نواجه نوع من الاحتقار لعاداتنا و تقاليدنا....
وحتى طريقة حياتنا...حتى كثيرا من الاحيان يبخلون علينا بلقبنا الاصلي ...ومختلف المسميات ... وكثيراً من الاحتقار...
وأخيرا يجيئ دور أقسى واصعب ضريبه سندفها...
ألا وهي النتيجه الحتميه لكل أنواع الاغتراب الذي نعيشه.... الا وهي غربتنا عن نفسنا و ذاتنا....وهل هناك أقسى من هذا الاغتراب...أو افدح من هذه الضريبه...ضريبة ندفعها من عمرنا ...ومن قلبنا وشوقنا وحبنا
ولا يدري البعض الى متى سيبقى يدفع ولا يقبض...
هذا هو لسان الكيثر منا
ولكن ما هو الحل؟
ولنا عودة
ولكم مني كل الحب...والإحترام