حملتنا الأمواج ورمت فينا في خضب بحر الحياة فوق مركب الحقيقة لتديرنا رحى الأيام وتعتصرنا فتمتص منا رحيق الأمل وتنشب بأجسادنا سهام الواقع
فجفت نضارة اندفاع الشباب وحلاوة حلم الطفولة ونحن مازلنا على أبواب المستقبل ، طلبة في الجامعات فبعد أن سرنا ردحا ً طويلا في الحياة نتعارك مع المدارس والمدرسين والمعاهد منتظرين أفضل النتائج ناسجين أمامنا خطا المستقبل خطوة بخطوة آملين أن نحقق الأهداف المرجوة لنضمن الأيام ونسعد الأهل فإذا بأول العثرات تعترض الطريق
- لا علاقة للحلم والأمل بالواقع الذي تفرضه عليك نسبة العلامات 0
وارتضينا بالواقع وسرنا في طريق رسمته لنا النسب والقوانين ، بعيدا ً عما نحن به آملين
ودارت الرحى من جديد واكتشفنا قوانين الدكاترة عنها لا تحيد
ولكل له سلم علامات معترف بها في الجامعات
فذاك ، النجاح عنده حسب الجنس بين الذكور والبنات، والنجاح مؤكد حسب كونك أجمل الفتيات 0
أما الآخر فالنجاح عنده حسب قيمة الدفعة وعدد الدفعات ، أما الثالث حسب القرب في الملل والفئات 0
وقطعنا المرحلة بسلام ومن انتهى منها خلال أعوام وصف بالبطل المقدام واجتمعنا بعد سنين ، وإذا بالشاب الذي كان من أوائل الدفعات أصبح معلما ً في جلي البلاط ومن كان في الأواخر مديرا ً لإحدى الشركات وهو السيد الآمر وكل منا له ظروف فلا نقطة مناسبة لأحد الحروف وكان لا بد لنا أن نشتكي ولمن يستمع لصوتنا فأشار أحدهم علينا يقول إذهبوا إلى مبنى محطة الحقيقة وستصل أصواتك إلى العالم خلال دقيقة
واتجهنا إلى هناك واستعدت الكاميرات للتصوير والمكرفونات للتكبير فإذا بالأرض تحت أقدامنا تميد
وينهار المبنى المشيد بالحجارة والحديد ونغيب عن الوعي لحظات ونصحا على واقع الحياة فالحقيقة فوق صدورنا ونشير في عيوننا أنفاسنا متقطعة وعيوننا دامعة وبدأنا نشير و نحن لا نقوى على التعبير
نصرخ أليس هناك من طريقة ؟ لنقذونا من تحت أنقاض الحقيقة 0