بسم الله الرحمن الرحيم
أحبائي
عند كتابتي لموضوع دراسات عائليه قصدت بها أن نفكر سويا" وكل منا يضع تعليقه وما يفكر به حتى نصل الى نقاط نتفق عليها لنبدأ بها بحثا" تحليليا" منطقيا" يستند على العلم .
وعلى كل حال سأساهم هذا اليوم بتعريفكم بعض الشيئ عن اللغات القديمه وهي عنصرا" مساعدا" للبحث في تاريخ الشعوب كم أن المساهه تلك جزء من بحث أكتبه .
أريد أن أنوه أن ما سأكتبه سيثبت لكم أن نهاية الكلمات بحرف الواو لا تعني الانتماء لما يعتقد الأكثريه منا . بل تعني عكس ذلك تماما"
-------------------------------------------------------------------------------------------------------
تعد اللغه من العناصر الأساسيه في تحديد هويه الشعوب كما أسلفنا وقد أكدت الدراسات التي قامت على اللغات القديمه في وطننا العربي على وحدة هذه اللغات مع بعضها البعض وما اللغات القديمة (( كالأكاديه والكنعانية والأوغاريتية والفرعونية والنبطية والصفوية والآرامية ...))إلا لهجات لشعب واحد تطورت مع الزمن ويجب التنبيه هنا الى أن اللغة شيئ والكتابة شيئ آخر فقد يبتدع الانسان عدة طرق لكتابة لغة واحدة فكتابة اللغة الباكستانية والأفغانية والفارسية بأحرف عربيه في عصرنا الحالي لا تعني بأن هذه اللغات عربيه ، والعكس هو الصحيح فكتابة كلمة عربية بأحرف لاتينية لاينفي لاتينية الكلمه
ولهذا يمكن للغات التي ظهرت في عالمنا العربي وإن كانت قد تعددت أشكالها لكنها حوت في مضمونها وجوهرها الجذور نفسها- وبما أنني لست من اللغويين المختصين انما من الدارسين لبعض اللغات القديمه بحكم دراستي الاكاديميه كالأكاديه والأغاريتيه والآراميه فسأحاول وبشكل مختصر توضيح هذا التشابه مستعينة بالكتب التي درستها ومراجع بعض اللغويين –
فمثلا"كلمة ماري التي سميت بها مدينة ماري عاصمة العموريون <<البوكمال سوريا>> تعني السيده وأحيانا" البيضاء باللغة العربيه وقد عنت قديما" ذلك المعنى وقد استخدم في العصور الميلاديه السابقه لقب <مار> فمار تقلا تعني السيده تقلا ومار الياس يعني السيد الياس وكلمة رب تعني السيد وبالعربية الفصحى رب البيت سيده وربة البيت سيدته ،كما يمكن للباحث أن يجد بسهولة أن معظم الكلمات التي تم معرفتها من اللغه الأوغاريتيه لها جذور بالغتنا العربية فما تزال كلمة بيت في العربية الفصحى هي نفسها بالأغاريتيه وعين وأذن وأنف ...........ألخ
تلفظ كما تلفظ بالعاميه السوريه ((عين، دان ....))وحتى أسماء الاشاره هدا اتي ات بدلا من هذا أنت أنتِ وهكذا دواليك .............
وكذلك الأمر بين اللغة الآرامية وأخواتها من لغات أجدادنا
- وأفضل القول لهجاتهم -مع العربيه الفصحى القديمه
ويستطيع العربي معرفه هذا التشابه أكثر من غيره
( فأب بالأرامية أبا، والأخ أخا ،والدم دما، والزرع زرعا ،والأم أما ......الخ(6) حيث يمكنك ايجاد الكثير من المفردات المتشابهة مع بعض التحريف بين ما يعرف بالغة وأخرى ،كما يحصل الآن بين بلد عربي وآخر أو حتى بين مدينة وأخرى ، كما وبشكل منطقي نجد هذا التشابه واضحا" بين لهجة وأخرى من لهجاتنا
وقد قسمت هذه اللهجات الى :
1- الشرقيه وضمت مختلف الأقوام التي سكنت بلاد الرافدين بالاضافة الى الآشوريه والابلائيه وقد كتبت بالمسماريه
2- الغربيه وضمت السبئة والمعينية والقتبائية والثمودية والحبشية والحيانيه والصفويه والكنعانية والآرامية بالاضافة الى العربية الباقية وهي التميمية والحجازيه
هذا بالاضافة الى التصويرية الهيروغليفية
وقد لاحظ اللغويين هذا التشابه بين لهجة وأخرى وحددوه فاللهجة الشرقية تضيف الحرف< و> الى آخر الأسماء بينما الغربية منها فتضيف ألفا"<<أ>> أما العربية النقية فتضيف التنوين فكلمة جمل تصبح جملو بالآشورية وبالآرمية جملا وبالعربية المعينية جمل والماء( مو) بالآشورية ميا بالآرامية مايٌٌ بالمعينيه .........إلخ وأحيانا" تلطف بعض الحروف بين لهجة وأخرى فالشين تصبح سينا" ككلمة شمس كانت تلفظ شمش ، اسم شومو بالشرقيه شما بالآراميه شم بالغربيه الجنوبيه ....إلخ
كما كانت الجيم تقلب غينا"فالجمل غملا عند الفينقين وكان بالعمورية يستعاض عن الضاد بالعين ضان(تعني الغنم ) عانو وبيضه بيعيتوعند الشرقيين وبعيتا عند الغربيين .....الخ لأن الحروف<< ثخذ ضظغ>> أضافتها اللهجات العربية الغربية الجنوبيه ((سبئية والمعينية والحضرموتية والقتبانيه)) وهناك الكثير الكثير من الكامات والأمثله التي لا حصر لها والتي لا تترك لنا مجالا" للشك بوحدة هذا اللهجات وانتمائها لنبع واحد.
........................................................................................
- د.الياس بيطار " اللغه الأغاريتيه " منشورات جامعة دمشق ط1 1993-1994
- د.محمد المفلح : " المدخل الى اللغة الآراميه " ، منشورات جامعة دمشق ط 1992-1993