معركة شعرية في بلاط سيف الدولة
دخل أبو فراس الحمداني يوما ًعلى ابن عمه سيف الدولة وقال له : إن هذا المتشدّق ـ قاصدا ً المتنبي ـ كثير التدلل عليك وأن تجزل له بالعطاء، تعطيه ثلاثة آلاف دينار كل عام عن ثلاث قصائد ولو أنك فرّقتها على عشرين شاعرا ً لأتوك بما هو خير مما يقول . وكان في البلاط بعض حسّاد المتنبي فأوغلو صدر سيف الدولة وبالغو حتى تأثر سيف الدولة مما قيل .
ثم بلغ ذلك مسمع المتنبي فأتى سيف الدولة على مجمع ٍ من الشهود من الأعيان والشعراء ومن بينهم ابا فراس ، ثم انشد قائلا َ
واحر َّ قلباه ُ ممن قلبه ُ شبم ُ ـــــــــــــــــ ومن بجسمي وحالي عنده ُ سقم ُ
مالي أكتِّم ُ حبا ً قد برى جسدي ـــــــــــــ وتدّعي حبَّ سيفِ الدولة ِ الأمم ُ
إن كان يجمعنا حب ٌّ لغرّتـــه ِ ـــــــــــــــ فليت أنّا بقدرِ الحبِّ نقتســـــم ُ
قد زرته ُ وسيوف الهند مغمدةٌ ـــــــــ وقد نظرت ُ اليه ِ والسيوف ُ دم ُ
وهنا همّتْ جماعة ٌبالتعدّي عليه في حضرة سيف الدولة لما رأوا ادلاله وإعراض الأمير عنه إلا أنه استطرد منشدا َ
يا أعدل الناس إلا في معاملتي ـــــــ فيك الخصام ُ وأنت الخصم والحكم ُ
فقال أبو الفراس : قد مسخت قول (دعبل)
ولست أرجو انتصافا ً منك ماذرفت ــْ عيني دموعا ً وأنت الخصم والحكمُ
فقال المتنبي مستطرداً
أعيذها نظرات ٍ منك صادقة ًــــــ أن تحسب الشحم فيمن شحمه ورم ُ
فعلم أبو فراس أن المتنبي يعنيه فقال ومن أنت (يادعي كندة) حتى تأخذ اعراض الأمير في مجلسه ؟ الا أن المتنبي تابع منشدا ً
سيعلم الجمع ممن ضمّ مجلسنـا ـــ بأنني خير من تسعى به قدم ُ
أنا الذي نظر الأعمى الى أدبي ـــ وأسمعتْ كلماتي من به صمم ُ
فقال أبو الفراس غضِباً : وسرقت َ هذا من (عمرو بن عروة بن العبد) حين قال
أوضحت من طرق الآدابِ ما اشتكلت ــ دهراً وأظهرت ُ إغراباً وابداعا
حتى فتحت ُ باعجازٍ خصصتُ بــه ــــ للعمي والصم ِ ابصاراَ واسماعا
فردّ المتنبي :
الخيلُ والليلُ والبيداءُ تعرفني ــــ والسيفُ والرمحٌ والقرطاسُ والقلمُ
فقال أبو فراس : وما ابقيتَ للأمير؟! اذ وصفتَ نفسك بكل هذا! أما سرقتَ هذا أيضاَ من قول (ابن العريان) حين قال:
أنا ابن الفلا والطعن والضرب والسرىـ وجرد المذاكي والقنا والقواضبُ
فقال المتنبي :
وماانتفاعُ أخي الدنيا بناظرهِ ـــــ اذا استوتْ عنده الأنوارُ والظلم ُ
فقال أبو فراس : وهذا قد سرقته من قول (معقل العجلي) حيث قال
اذا لم اميز بين نورٍ وظلمة ٍ ـــــ بعيني فالعينانُ زورٌ وباطلُ
حينها تبرّم الأميرمن طول الجدل في القصيدة وكثرة دعاويه فيها فضرب ابا الطيب بالدواة التي كانت بين يديه فقال المتنبي :
ان كان سرّكمُ ماقالَ حاسدنا ـــــ فما لجرح ٍ اذا أرضاكم ألــمُ
فكان لهذا البيت وقع ٌ خاص في قلب الأمير الذي ادنى المتنبي منه وقبّل رأسه وأمر له بألف دينار
دخل أبو فراس الحمداني يوما ًعلى ابن عمه سيف الدولة وقال له : إن هذا المتشدّق ـ قاصدا ً المتنبي ـ كثير التدلل عليك وأن تجزل له بالعطاء، تعطيه ثلاثة آلاف دينار كل عام عن ثلاث قصائد ولو أنك فرّقتها على عشرين شاعرا ً لأتوك بما هو خير مما يقول . وكان في البلاط بعض حسّاد المتنبي فأوغلو صدر سيف الدولة وبالغو حتى تأثر سيف الدولة مما قيل .
ثم بلغ ذلك مسمع المتنبي فأتى سيف الدولة على مجمع ٍ من الشهود من الأعيان والشعراء ومن بينهم ابا فراس ، ثم انشد قائلا َ
واحر َّ قلباه ُ ممن قلبه ُ شبم ُ ـــــــــــــــــ ومن بجسمي وحالي عنده ُ سقم ُ
مالي أكتِّم ُ حبا ً قد برى جسدي ـــــــــــــ وتدّعي حبَّ سيفِ الدولة ِ الأمم ُ
إن كان يجمعنا حب ٌّ لغرّتـــه ِ ـــــــــــــــ فليت أنّا بقدرِ الحبِّ نقتســـــم ُ
قد زرته ُ وسيوف الهند مغمدةٌ ـــــــــ وقد نظرت ُ اليه ِ والسيوف ُ دم ُ
وهنا همّتْ جماعة ٌبالتعدّي عليه في حضرة سيف الدولة لما رأوا ادلاله وإعراض الأمير عنه إلا أنه استطرد منشدا َ
يا أعدل الناس إلا في معاملتي ـــــــ فيك الخصام ُ وأنت الخصم والحكم ُ
فقال أبو الفراس : قد مسخت قول (دعبل)
ولست أرجو انتصافا ً منك ماذرفت ــْ عيني دموعا ً وأنت الخصم والحكمُ
فقال المتنبي مستطرداً
أعيذها نظرات ٍ منك صادقة ًــــــ أن تحسب الشحم فيمن شحمه ورم ُ
فعلم أبو فراس أن المتنبي يعنيه فقال ومن أنت (يادعي كندة) حتى تأخذ اعراض الأمير في مجلسه ؟ الا أن المتنبي تابع منشدا ً
سيعلم الجمع ممن ضمّ مجلسنـا ـــ بأنني خير من تسعى به قدم ُ
أنا الذي نظر الأعمى الى أدبي ـــ وأسمعتْ كلماتي من به صمم ُ
فقال أبو الفراس غضِباً : وسرقت َ هذا من (عمرو بن عروة بن العبد) حين قال
أوضحت من طرق الآدابِ ما اشتكلت ــ دهراً وأظهرت ُ إغراباً وابداعا
حتى فتحت ُ باعجازٍ خصصتُ بــه ــــ للعمي والصم ِ ابصاراَ واسماعا
فردّ المتنبي :
الخيلُ والليلُ والبيداءُ تعرفني ــــ والسيفُ والرمحٌ والقرطاسُ والقلمُ
فقال أبو فراس : وما ابقيتَ للأمير؟! اذ وصفتَ نفسك بكل هذا! أما سرقتَ هذا أيضاَ من قول (ابن العريان) حين قال:
أنا ابن الفلا والطعن والضرب والسرىـ وجرد المذاكي والقنا والقواضبُ
فقال المتنبي :
وماانتفاعُ أخي الدنيا بناظرهِ ـــــ اذا استوتْ عنده الأنوارُ والظلم ُ
فقال أبو فراس : وهذا قد سرقته من قول (معقل العجلي) حيث قال
اذا لم اميز بين نورٍ وظلمة ٍ ـــــ بعيني فالعينانُ زورٌ وباطلُ
حينها تبرّم الأميرمن طول الجدل في القصيدة وكثرة دعاويه فيها فضرب ابا الطيب بالدواة التي كانت بين يديه فقال المتنبي :
ان كان سرّكمُ ماقالَ حاسدنا ـــــ فما لجرح ٍ اذا أرضاكم ألــمُ
فكان لهذا البيت وقع ٌ خاص في قلب الأمير الذي ادنى المتنبي منه وقبّل رأسه وأمر له بألف دينار